الصفحة الرئيسية  رياضة

رياضة منتخب "المتمارضين" يتلاشى مع جامعة المتسامحين

نشر في  13 جانفي 2016  (14:20)

الى حدّ زمن قريب مضى، كان الجميع يستنفر في المشهد الرياضي بتونس عند قرب اعلان المدرب الوطني للمنتخب عن قائمة اللاعبين المدعويين لخوض هذا الاستحقاق أو ذاك..ولكن مع تقادم الزمن وارتفاع وتيرة الأحداث وتضخم الجرايات تزامنا مع فهم سيّء ومختلّ للاحتراف، بات الالتحاق بالمنتخب الوطني لكرة القدم مدعاة للتهرّب واختلاق الذرائع بين عناصرنا التي افتقدت للنخوة والاعتزاز بحمل "الدرابو" وتمثيل نسور قرطاج..
تبعا لذلك فقد المنتخب الوطني التونسي كثيرا من هيبته وبات متاحا لأي منافس كان ازعاجه ومسّ كبريائه في ملعب رادس أو خارجه، وهو أمر طبيعي ومرتقب خصوصا مع وجود لاعبين برتبة سواح وموظفين لا يجمعنا بهم في أغلب الحالات سوى جواز السفر والجنسية..
مع لاعبين باتوا يصطفون وجهة التربص والمواجهة وحجم المنافس، لا يمكن طبعا أن نرتجي الخير الكثير، ومهما تعددت تبريرات المسيّرين وأولي الأمر في كرتنا، فاننا لم نقتنع -مع اصرار بيزنطي طبعا- بوجود سبب حقيقي غير رواية التمارض والتهرب من الواجب الوطني بتمثيل المنتخب لرواد الأولمبيكو في روما وغيرهم من المصابين مع منتخبنا والجاهزين مع فرقهم...
أياما قليلة قبل المشاركة في نهائيات امم افريقيا للاعبين المحليين أو ما يصطلح على تسميته ب"الشان"، يجد المنتخب التونسي نفسه بالكاد عاجزا عن توفير النصاب القانوني لاستهلال هذه المسابقة بمواجهة غينيا ثم نيجيريا فالنيحير بالأراضي الرواندية، ويبدو واضحا أن السفر الى كيغالي لم يغر الكثيرين ابتداء ب"الروج" ثم الخنيسي وخليفة ولحمر والجمل والبلبولي والنقاز وعددا لا بأس به من نجوم تخال أنفسها قد كالت الخير الوفير لكرتنا والحال أننا لم نجن في عهدهم سوى مزيدا من الخيبات والانتكاسات..
في منتخب تبقى نسخته الأصلية مليئة بالمحليين (عدا الخزري وعبد النور والشيخاوي وساسي تقريبا)، ومع ذلك فان تركيبة المشاركين في "الشان" تشهد يوميا تساقط عدد من الأسماء وتعويضهم بأخرين على شاكلة "الكاستينغ" الممل الذي نعرف مسبقا تفاصيله وبتنا نختلق له الأعذار حتى نصدّق الأمر وتنطلي علينا تمثيليات "الجنود المتهرّبين"..
رحلة كيغالي مع كل تمنياتنا بأن تكون مكلّلة بلقب كنّا السباقين في نيله منذ خمس سنوات عند استحداث المسابقة، رغم ذلك فاننا لا نرتجي منها صيدا كبيرا في ظل ما سبق من تراشق بالاتهامات وارتجال طبع القرارات..مع سعي اداري للتغطية عن الهنات، وهنا نقولها صراحة اننا كنا ننتظر اعترافا من الجريء وبقية أعضاده بالقول ان عددا لا بأس به من جهابذة كرتنا لا يستهويم أمر "الشان"، وقد يكون ذلك أكثر وجاهة وصراحة من اختلاق ذرائع ما أنزل بها الله من سلطان ولن تقدر على اقناعنا بأن "العزري أقوى من سيدو" في زمن منتخب المتمارضين ممن فرضوا جاههم في حضرة جامعة المتسامحين..
طارق العصادي